خلجات غامض....!!

ميّت يُدفن.. وقبور ترسم الهيبة.. وواعظ يعظ.. ودموع الفراق تهزّ قلوب المحبين، ولا حول ولا طول.

وهنالك كنت أنصت للموعظة.. وأراها..

الجميع كذلك..

لكن انتهى إلى مسمعي حوار بين اثنين حول أسعار الأبواب.. فلقد اشترى الأول الباب الخارجي -كما يذكر- بـ 1700 شيكل..

كنت أنا الذي أستمع؛ لم يصمت الواعظ.. ومشهد الدفن مستمر.. وكل شيء على ما ينبغي.. ما عدا الحديث والاستماع.

كان الآخر يخالفه في مسألة السعر.. فلقد كان -برأيه- غاليا جدا..

لا زال مشهد الوعظ مستمرا..

واستمرّ الثاني يلوم الأول على هذا السعر.. وأنا بين هؤلاء وهؤلاء.

ليس شرطا أن يكون قلبي سليما كي يتمعّر وجهي بسبب هذا التصرف.. فوجهي قد تمعّر، لأنه عيب.. وعار.. ومنقصة.. و شذوذ.. الأمر يجب أن يسير على ما يرام، ولن يكون كذلك ما دمنا نستمع إلى أحاديث الدنيا في المقبرة، ومن حولنا القبور التي لو نطق أصحابها لقالوا: إن خير الزاد التقوى.. كما قال ذلك الإمام علي -رضي الله تعالى عنه-.

التفت.. وليتني لم أفعل، شيخان كبيران في السن، قد أرخوا لحاهم.. وقصروا ثيابهم..، نعم.. هذا المنظر ليس مقياسا، لكنه يعني لي الكثير.. .

غفر الله لي ولهما ولجميع المسلمين