عدد الرسائل : 672 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 17/06/2007
موضوع: مكالمة بعد الفجر الأحد ديسمبر 09, 2007 12:32 pm
مكالمة بعد الفجر > >>كانت الساعة الخامسة والنصف فجرا .. حين كنت متوجها إلى العمل .. ممسكا بكوب > >>القهوة وممنيا نفسي بيوم رائع ووضعت في المسجل شريطي المفضل .. ( سورة > >>الإسراء بصوت الشيخ احمد العجمي ) ... وحينما بدا صوته يملأني قبل أن يملأ > >>السيارة > >> > >>( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي > >>باركنا حوله ) > >> > >>حينها رن هاتفي الجوال .. تضايقت طبعا ...... وتوقعته صديقا لي في العمل > >>يطمئن على حضوري وإلا فإن عمله سيمتد لثمانية ساعات أخرى > >> > >>تناولت الهاتف دون النظر إلى الرقم وما أن قلت ... السلام عليكم ورحمة الله > >>وبركاته إلا وجاءني الصوت عاليا > >> > >>وينك > >> > >>في باريس ...... بـ اشتري فول لأن المحل تحتنا زحمه > >> > >>فقال ..... تمزح .. هذا وقته .. معاك .. ....... > >> > >>حقيقة استغربت لاتصاله الآن .. وقلت حياك الله > >> > >>فقال ..... عبد العزيز مات > >> > >>فقلت ..... الله يرحمه ويرحم جميع المسلمين .. بس مين عبد العزيز > >> > >>عبد العزيز !!!!.... > >> > >>فقلت لعلمي بمزاحه الثقيل .. يا أخي اتق الله ... عيب عليك لا هو وقت مزح ولا > >>ينفع تمزح بهذه المواضيع > >> > >>والله ما اكذب عليك .. مات قبل الفجر في حادث سيارة .. ثم أردف سريعا حتى لا > >>يعطيني فرصة لتكذيبه > >> > >>إحنا في المستشفى تعال وخلص معانا تصريح الدفن وأوراق المرور لاجل نصلي عليه > >>قبل الظهر .. ثم أغلق السماعة > >> > >>لفترة .. ظل الهاتف على أذني وأنا أفكر ومصدوم .. منذ يومين رأيته ... وكلمته > >>بالأمس هاتفيا كان معي وكنت اكلمه > >>اتصلت بالعمل وطلبت أجازة ثم توجهت للمنزل لتغيير ملابسي وصورته أمام ناظري > >> > >>هو ... في السابعة عشرة من عمره ... أذكره منذ صغره .. منذ كنت أشتري له > >>الطراطيع في رمضان ...... بجسده النحيل .. مبتسما دائما .. لم يفلح في دراسته > >>... ويسكن بجانبي وتربطني به صلة قرابة عن طريق زوجتي .. ميزته الكبيرة أنه > >>رضي لوالديه بشكل كبير > >> > >>كل فترة يذهب بقارب والده إلى البحر ويقوم بالصيد أو أخذ المتنزهين من الصبح > >>حتى المساء في الشمس الحارقة ... ثم يعود أدراجه في المساء ويسلم الجزء > >>الأكبر من المال لوالده الكبير في السن ثم يخفي جزء لوالدته ... ويكتفي فقط > >>بخمسة ريالات .. يشتري ساندويتشين طعميه وبريال بيبسى > >> > >>هذه هي حياته وبرنامجه اليومي .. يخدم كل الناس .. ويضحك مع الجميع .. ويطلع > >>البحر .. ويشتري ساندويتشين طعميه وبريال بيبسي > >> > >>الكارثة الكبرى أنه لا يصلي .. كلما ناديته للصلاة .. يقول خير .. شويه > >>...الحقك .. وهكذا > >> > >>إن مات احد اعرفه أو لا اعرفه أجدني أتبسم حين أعرف أنه يصلي .. وإن كان غير > >>ذلك فيصيبني الهم والحزن عليه .. فالصلاة عامود الدين إن صلحت صلح معها كل شئ > >>..... و إلا فالعياذ بالله > >> > >>توجهت للمستشفى ثم للمرور ثم للمستشفى مرة أخرى ... وبعد استخراج تصريح الدفن > >>.. حملناه لمنزل أهله لتغسيله ولم أقوى على الدخول لغسله مع زميل لي لشدة > >>محبتي لهذا الفتى ... الذي كانت متعته اليومية هي السندوتشين و البيبسي بعد > >>ان يسلم والديه أجر ما حصل عليه سواء بصيد السمك أو بتأجير القارب للمتنزهين > >> > >>أصرت والدته أن تراه ... وهو موقف شديد .. أن ترى الأم فلذة كبدها وأطيب > >>أبنائها ملفوفا بالكفن إلا وجهه حتى تقبله > >> > >>وضعوه لها في الغرفة .. .. ثم أقبلت والدته لتراه و تقبله مع والده .. وأخذت > >>تقبله ... ثم تشمه لتملأ نفسها من رائحته قبل وداعه ... ثم تذرف الدموع > >>الغالية ... وأخذت تنادي عليه .. بل وترجوه أن يرد عليها .. وتسأله لما لا > >>ترد .. منذ متى يا عبد العزيز تتأخر في ردك علي .. ثم تقبله من جديد ... حتى > >>بللت خديه من الدمع .. وقطعت القلوب من نحيبها > >> > >>وبعد أن أخذوا والدته عنه ... ذهبت إليه لأودعه ... متوجسا و مرتعبا من أن > >>أرى وجها مسودا ..... عبوسا..يملأه الخوف والرعب ..... وجسدا متيبسا... و هذه > >>من علامات تارك الصلاة..... وكم كانت المفاجأة قوية بالنسبة إلي > >> > >>اقسم بالله أني رأيت هالة عجيبة من النور في وجهه بسماكة سنتيمتر إلى اثنين > >>... وضحكة تذكرني به عندما أراه ... > >> > >>ذهبت إلى الركن وجلست أفكر .. كيف هذا النور وهو تارك للصلاة .. صعب أن اصدق > >>.. ثم ذهبت إليه ثانية وتحققت لعلي كنت موهوما .. لعلنا وضعناه في مقابلة > >>الضوء .. ولكن مستحيل .... هذا نور في الوجه ... اعرفه في وجوه المصلين .. > >>وابتسامة تراها في هي أقرب للضحك من التبسم > >> > >> > >>أخذتني الحيرة ... إلا الصلاة .. القرآن والسنة فيهما ما يؤكد أن تارك الصلاة > >>لابد وأن يدخل النار .. ورأيت بعيني وجوه مسوده كان أصحابها تاركين للصلاة .. > >>فلماذا هذا الفتى الصغير ؟؟؟ > >> > >>جلست طوال اليوم أفكر في ذلك ولأنني اعرف جيدا انه تاركا للصلاة زادت حيرتي > >>.. حتى جاء وقت الليل وجلست مع أخيه .. > >>فقال لي تصدق يا إبراهيم .. أمس اخوي راح المدينة وصلى الجمعة والعصر هناك في > >>الحرم .. سبحان الله ..... وفي الليل ... صاحبه طلب منه يوصله قرية بدر ووصله > >>... مع انه راجع من المدينة تعبان وهو راجع صار عليه الحادث على مدخل البلد > >> > >>تذكرت .. انه أحضر نعناع وورد من المدينة لوالدته ... ووالدته وزعت للجميع > >> > >>حينها علمت ..... حينها بكيت .. حينها ارتحت .. سبحان الله .. قبل الموت كتب > >>عليه أن يصلي في الحرم > >> > >>ثم تفكرت ثانية .. هل كانت هذه البسمة الرائعة والنور الرباني بسبب صلاته ... > >>أم بسبب بره بوالديه ... وبسبب بره بوالديه كتب الله أن يهديه قبل وفاته بيوم > >> ألهذه الدرجة بر الوالدين عظيما عند الله > >> ختاما > >> حدثني من أثق في حديثه ... أنه رآه في منامه مقبلا ضاحكا معه فتاة تغطي > >>وجهها فسأله من هذه يا عبدا لعزيز .. فضحك كعادته ..... وقال زوجتي عائشة .. > >>ثم ذهب > >> > >>إخواني ... أخواتي .. صلوا .. قبل أن يصلى عليكم .. بروا والديكم قبل أن > >>تفقدوهم أو يفقدوكم ..... والله إن برهم عظيم .. اذهبوا إليهم الآن .. > >>استسمحوهم .. سامحوهم وإن اخطوا ..... لضحكة في وجه أمي ونيل رضاها .. أحب > >>إلي من أن أنفق مثل جبل احد من الذهب ..... > >> > >> > >>(( وصلتني عبر بريدي وقد تكون نشرت وأحببت ان أعيد نشرها للعبرة
ابن الاردن عضو نشيط
عدد الرسائل : 175 العمر : 29 تاريخ التسجيل : 04/12/2007
موضوع: رد: مكالمة بعد الفجر الأحد ديسمبر 09, 2007 12:37 pm
مشكووووووووووووووووور يا ابن فلسطين@
ابتهال الاسلام عضو فضي
عدد الرسائل : 722 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 12/10/2007
موضوع: رد: مكالمة بعد الفجر الأحد ديسمبر 09, 2007 1:03 pm
مشكور
قصه روعه ,,بارك الرحمن بك أخى
تحياتى
ابن فلسطين@ Admin
عدد الرسائل : 672 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 17/06/2007
موضوع: رد: مكالمة بعد الفجر الإثنين ديسمبر 10, 2007 10:58 am