وأخرجه أيضاً الطبراني في الكبير قال حدثنا يحي بن عثمان بن صالح حدثنا نعيم بن حماد حدثنا الوليد بن مسلم عن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أنه سمع سليم بن عامر يحدث أنه سمع المقداد بن الأسود وذكر الحديث. قال الهيثمي
رجال الطبراني رجال الصحيح.
وأخرجه أيضاً ابن حبان في صحيحه قال: أخبرنا عبد الله بن سليم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثني
الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن جابر قال سمعت سليم بن عامر يقول سمعت المقداد وذكر الحديث.
وأخرجه ابن حبان من طريق آخر قال: أخبرنا جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري بدمشق قال حدثنا محمود بن خالد
قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن جابر قال سمعت سليم بن عامر يقول سمعت المقداد بن الأسود وذكر الحديث.
وأخرج الحاكم من حديث أبي ثعلبة الخشني قال: أخبرني أبو الحسين بن أبي عمرو السماك وأبو أحمد الحسين بن
علي التميمي قالا: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثني يحي بن سعيد الأموي حدثني أبي حدثني يزيد بن سنان
حدثنا عقبة بن رويم قال سمعت أبا ثعلبة الخشني رضي الله تعالى عنه يقول: ‹‹كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا رجع من غزاة أو سفر أتى المسجد فصلى فيه ركعتين ثم ثنى بفاطمة رضي الله تعالى عنها ثم يأتي أزواجه. فلما
رجع خرج من المسجد تلقته فاطمة عند باب البيت تلثم فاه وعينيها تبكي، فقال لها يا بنية ما يبكيك؟ قالت: يا
رسولالله ألا أراك شعثاً نصِباً قد اخلولقت ثيابك! قال فقال فلا تبكي فإن الله عز وجل بعث أباك لأمر لا يبقى على ظهر
الأرض بيت مدر ولا شعر إلا أدخل الله به عزاً أو ذلاً حتى يبلغ حيث بلغ الليل››. قال الحاكم هذا حديث صحيح
الإسناد ولم يخرجاه.
وأخرج الطبراني حديث أبي ثعلبة في مسند الشاميين قال: حدثنا طالب بن قرة الأذني حدثنا محمد بن عيسى بن
الطباع حدثنا يحي بن سعيد الأموي حدثنا أبو فروة بن يزيد بن سنان عن عروة بن رويم عن أبي ثعلبة الخشني
وذكر الحديث.
هذا الحديث رواه ثلاثة من الصحابة ورواه عنهم على الأقل ثلاثة من التابعين ورواه عنهم تسعة من تابعي التابعين
على الأقل. وفيه إخبار عن دخول الإسلام كل بيت على ظهر الأرض وأكثر أوروبا الغربية لم يدخلها الإسلام وكذلك
الأمريكيتين وأستراليا وكثير من إفريقيا. ودخول الإسلام فسّر الحديث بأنه إما الدخول في الإسلام أو بالدينونة له أي
الخضوع، والخضوع لا يكون إلا بالحكم، وكل الروايات تصرح بالدينونة للإسلام إلا رواية الحكم التي ذكرناها، ويمكن
فهمها على أنهم لا يدينون بكلمة الإسلام ولكنهم يذلون لها بالجزية والخضوع لأحكام الإسلام، فهي لا تخرج عن
معنى بقية الروايات. ثم الخضوع لحكم الإسلام يستلزم وجود دولته، فالحديث بمفهومه يدل على أن دولة الإسلام كائنة وأنها تعم الأرض بسلطانها.