مواجهة تحديــــــات الحياة
كثيراً ما نصادف أناساً يعيشون الحياة في ألم دائم ويركزون باستمرار على مظالم الحياة .
لماذا يولد طفل مثلاَ وهو كفيف البصر دون أن تتوفر له الفرصة لرؤية قوس قزح؟ كيف يمكن لرجل لم يؤذ ِ أحداً طيلة حياته أن يموت ضحية رصاصه طائشة ؟ إن المعنى و الغرض الكامن وراء بعض الأحداث لا يمكن معرفتها , وهذا هو الاختبار الأقصى لمدى إيماننا . علينا أن نؤمن بأن كل إنسان في هذا الوجود خُلق ليتعلم دروساًَ مختلفة في أوقات متباينة , وأن كون التجارب التي يمر بها الإنسان حسنه أم سيئة , إنما يعتمد على الإدراك الحسي للإنسان . غير أن أسوأ تجاربك في الحياة ربما كانت في الواقع أفضلها . إذ إنها صقلتك ودربتك ونمّت في داخلك حساسية معينه , ووجهتك في اتجاه يسير بك بحيث يؤثر في مصيرك النهائي . تذكر القول " حين يكون الطالب جاهزاً سيظهر الأستاذ على الوجود" وبالمناسبة عليك حين تظن انك الأستاذ أن تنظر حولك من جديد , إذ ربما تكون أنت من سيتعلم درساً من إنسان تنشغل بتدريسه .
ما هي الرسالة المستقاة من ذلك؟ عش حياتك بملئها مادمت على وجه البسيطة . جرب كل شيء . اعتن بنفسك وبصحبك . تمتع بالحياة إلى درجة الغرابة . اخرج واستمتع بالحياة . وان أخطأت فاعتبرها فرصة كي تتعلم من أخطائك . ابحث عن السبب في مشكلتك واقتلع هذا السبب من جذوره , لا تحاول أن تكون كامل الصفات . بل أن تكون مثلاَ متميزاً لكونك إنساناً . احرص دائماً على البحث عن سبل تحسن بها نفسك . مارس نظام التحسين المستمر . كن تلميذاً يتعلم طيلة حياته . احرص على وضع نظام رئيسي لحياتك لكي تفوز بلعبتها . دع إنسانيتك ـ حنوك على نفسك وعلى الآخرين ـ تقودك وتكون المبدأ الأساسي في حياتك . ولكن دون أن تتعامل مع الحياة بجديه بحيث تفقد قدرتك على العفوية , والمتعة الصادرة عن استمتاعك بالتصرف وكأنك طفل لا يبالي
تحياتى